يحكى ان...
طفلةً بريئة كالنبتة الغضة الطريةكالوردة النديةيرى الناظر في عينيها براءةً ليس لها مثيل و تبرق عينيها التي تشع املاً و تفاؤلاًرسمت بمخيلتها لوحةً مبهرةً مشرقة لمستقبلها و انتظرت اليوم الذي ستكبر فيه حتى تحول هذا الخيال الى حقيقة تحتوي هذه الصورة ارضاً فسيحةً خضراء و سماءً زرقاء صافية تطفو بها بعض سحابات بيضاء كانها صنعت من قطن و لمعت في السماء كحبات اللؤلؤتتجلى روعة المنظر حين تلتقي السماء بالارض عند خط الافق فتتواضع السماء لتلتقي بعزة الارض و تنشر الشمس اشعتها الذهبية الدافئة الحنونة كانت تحلم بأن تجعل من تلك الغيمات بيتاً لها تسافر عليها و ترى كل ما هو جميل مكان تتراقص فيه على نغمات ضحكاتها العصافير و تمرح الغزلان مطروبةلكن الواقع ابى الا ان يصفع احلامها و يمزق لوحتها فساحت الالوان و اختلطت مع بعضها البعض مكونةً مزيجاً داكناً اخفى معه كل مظاهر البهجة و السرور في تلك اللوحةذبلت الوردة و هرمت النبتة و احترقت الارض الخضراء و كساها لون الرماد و اختفت الشمس خلف الدخان و صار لون السماء احمر مختلط بسواد الدخان نعم لم يترك لها مجالاً كي تضمد جراحها و تحافظ على براءتها و انطفأ بريق عينيها و حطم اليأس ما تبقى من انسانيتها فتركها ...
حطام انسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق