السبت، 27 ديسمبر 2008

يوم أحمر


من قطاع غزة
الكهرباء لاتزال مقطوعة
استغليت الشحنة المتبقية في جهاز اللاب توب و دخلت من خلال خط التليفون
مهما عبرت الصور لن تستطيع حصر المآساة التي تعرضنا لها اليوم
رعب هلع خوف دماء موت دمار خراب ضياع
كنت في المدرسة و الطلاب يقدمون الامتحان و فجأة بدأ القصف و تراكض الجميع هرع الجميع يتزاحمون من شدة الخوف
و الطالبات الصغيرات اجهشن ينادين امهاتهن و ابائهن ظناً منهن انهم سيسمعون تلك النداءات
اعمدة الدخان تعلو في السماء حتى انها حجبت الغيوم و ضوء الشمس
اينما وجهت نظرك تجدها تخترق الافق فتزيد من الترويع
لم يكتفي اليهود بطائرات الاف 16 بل ارسلوا سرباً من طائرات الاباتشي تقصف ما تبقى من كائنات تتحرك بالقرب من تلك المواقع
ابادة جماعية و صدمة قوية حتى انه بلغنا ان احدى المدارس بالقرب من احد المواقع التي تعرضت لهذا القصف الوحشي قد طالها الدمار و غرقت ساحتها بالدماء و من ثم اخليت المدارس و اعلن غداً كيوم حداد
اسم مدينتي خان يونس
لم اكن اعرف عدد الضحايا
و لكن صلاة الجنازة لم تتوقف حتى بعد ساعات من اذان العشاء
اذ لا كهرباء في المستشفى و الاجهزة لا تعمل و الثلاجات ما عاد بها فراغ
دفن الشهداء في صمت على غير العادة
كل اب ذهب و اصطحب ابنه الشهيد مع مجموعة قليلة من اقاربه صلوا عليه ثم خرجوا به الى المقبرة و دفن في العتمة و الخفاء
الطائرات لاتزال تحوم تحمل معها
الموت
الدمار
الالم
الوداع
زهور بلادي تحصد كما يحصد القمح و الشعير
هنا لا مكان للفرح او الحزن
كل المشاعر تختلط
يتعانق الموت مع الحياة فيعطيها طعماً خاصاً و نكهةً مختلفة
هنا رغم كل ما حدث و ما سيحدث
لايزال الامل قائماً و سندافع عن ارضنا حتى اخر رمق
فليفعلوا ما شاؤوا نحن باقون رغم انوفهم رغم جبروتهم
يا ريح الجنة اقبلي كم نحن مشتاقون
اختكم في الله
خان يونس_قطاع غزة

الأربعاء، 24 ديسمبر 2008

عيدكم مكهرب



عيدكم مكهرب !!!
كانت هذه اولى الرسائل لقصيرة التي وصلتني صبيحة يوم عيد الاضحى بالاضافة الى العديد من الرسائل القصيرة التي تعبر عن حالنا كشعب محاصر في قطاع غزة
بدايةً استغربت كثيراً و تعجبت و بدأت أشك انها ارسلت لي او ان كاتبتها لم تكن منتبهة اثناء كتابتها فربما قصدت مبارك و لكني بعدها سريعاً نفضت الفكرة من راسي و اخرجتها اذ ان من يخطيء في الكتابة من السرعة يسهو عن حرف او اثنين لا يقلب كيان الكلمة كلها فاتصلت بها اهنئها بقدوم العيد و استفسر منها عن سبب ارسالها هذه الرسالة التي ازعجتني ضحكت من تعجبي و اخبرتني انها ارادت ان يكون عيداً مناراً بالكهرباء فحسب
فقد قطع التيار الكهربائي عن مدينتنا يوم عرفة بأكمله و استمر انقطاعها مدة يومين قضينا فيها العيد على اضواء بعض الشموع التي سرعان ما ياكلها الذوبان فتختفي اذ لا يوجد كاز كي ننير مصابيح الكاز (الكيروسين) و لا يوجد بطاريات تشحن بالكهرباء و في حال وجدت فانها تكون قد استنفذت طاقتها خلال اربع ساعات فكيف بها تعيننا ثلاثة ايام متواصلة
و لا يوجد غاز كي نطبخ به فكيف بنا نستعمله للانارة اخبرتها انها على حق و شكرت لها احساسها النبيل .
هكذا هو حالنا
و ما الكهرباء الا رمز بسيط و غيض من فيض مما يعانيه اهل قطاع غزة المحاصرين
لقد كان عيدنا هذا العام كئيباً حزيناً فلا حجاج و لا اضاحي و لا كهرباء و لا غاز و لا رواتب حتى لو نظرت في اعين الاطفال تراها تفتقد البهجة و الفرح المعهود بكل عيد
ما الذي اقترفناه من ذنب كي نعاقب هذه العقوبة و يحكم علينا حكم اعدام بالموت البطيء؟؟؟؟؟؟؟؟
السنا نحن من نقتل و نذبح و نقدم قرابين من قبل الحكام العرب في ظل سلبية قاتلة من الشعوب العربية
صمتكم اغتالنا و اغتال ما لدينا من احلام بسيطة في عيش كريم و طموحات بريئة
اتودون معرفة بعض الرسائل المشابهة ؟
كل عام و جرتكم مليانة غاز و بابوركم طافح كاز و كهربتكم جاية!!!
حجاج ما حجوش و خرفان ما دخلوش و بنوك ما فتحوش ؟؟؟ بس كل عام و انتم بخير
ربما لا يعير موضوعي هذا احد و لكني اشهد الله انا سنحاججنكم يوم القيامة لتخليكم عنا و ترككم ايانا نغرق في ظلام و ظلم.
و كل عام و انتم ... بخير